هو الان رجل فى اواخر السبعينات من عمره
ابيض الوجه متوسط القامة ذو جسم رياضي مستقيم اذا رايته ظننته انه فى الاربعينات من عمره
ابيض الوجه متوسط القامة ذو جسم رياضي مستقيم اذا رايته ظننته انه فى الاربعينات من عمره
يحكى هو عن نفسه
ويقول إنه كان ذو جسم رياضى فى شبابه فكان رياضته المفضلة هى كمال الاجسام قبل ان تطور اللعبة هكذا وكان كل من ينظر اليه يجب ان يعاود النظر اليه مرة أخرى من ضخامة جسمه وعضلاته البارزة
ويقول إنه كان ذو جسم رياضى فى شبابه فكان رياضته المفضلة هى كمال الاجسام قبل ان تطور اللعبة هكذا وكان كل من ينظر اليه يجب ان يعاود النظر اليه مرة أخرى من ضخامة جسمه وعضلاته البارزة
وكان مختار الذى اصبح فيما بعد عم مختار يعيش قبل أن يتزوج مع والده وامه وإخواته
وكان والده غليظ القلب معه وكان يعنفه كلما رأه بسبب وبدون سبب ويحثه على العمل وأن يصرف على البيت مع إخواته وأنه عالة عليه
وكان والده غليظ القلب معه وكان يعنفه كلما رأه بسبب وبدون سبب ويحثه على العمل وأن يصرف على البيت مع إخواته وأنه عالة عليه
ويسخر منه قائلا ..رايح تربي
عضلات يا خويا ...طب ربى حاجة
تأكلها
انهي مختار دراسته (البكالوريا سابقا) وتوظف مباشرة فى هيئة
البريد المصرى
وكان فى ذلك الوقت البريد المصرى يصل الى قطاع غزة حيث كانت غزة تتبع الاراضى المصرية وله مكاتب عديدة فى الجمهورية ليصل البريد لكل الوجهات وكان هذا فى خمسينات القرن الماضى وكان دور مختار يقتصر فقط على توصيل الجوابات والمراسلات فقط وليس البضائع
وكان فى ذلك الوقت البريد المصرى يصل الى قطاع غزة حيث كانت غزة تتبع الاراضى المصرية وله مكاتب عديدة فى الجمهورية ليصل البريد لكل الوجهات وكان هذا فى خمسينات القرن الماضى وكان دور مختار يقتصر فقط على توصيل الجوابات والمراسلات فقط وليس البضائع
وكان مختار طبيعة عمله أن يخرج
ومعه شخص أخر ويستقلوا القطار وكان القطار
فى ذلك الوقت يصل الى قطاع غزة وكانت للبريد المصرى عربة خاصة بكل قطار لا يدخلها أحد غير موظفين البريد ولا تخضع للتفتيش فهم موظفيين حكوميين فهى مملئوة بأجولة بها خطابات ولا شئ غير ذلك
وكان مختار يذهب اسبوعيا من الاسكندرية الى غزة ومن غزة الى
الاسكندرية وكان مختار مسرور بوظيفته وراضى
بذلك كل الرضي
وكان لمختار أحد الاصدقاء الذين كانوا معه فى الدراسة اسمه توفيق وكان هذا الصديق يعمل فى محلات
الصاغة بالمنشية
فشاهد هذا الصديق مختار ذات مرة فى الترام
وسلم كل منهم على الاخر وجلسوا يتسامرون
ويسئل كل منهم عن أحوال الاخر وأين يعمل الان وهكذا
فأخبر مختار صديقه توفيق / انه
يعمل الان فى البريد المصرى وان طبيعه
عمله تطلب منه السفراسبوعيا الى غزة لتسليم الخطابات الى قطاع غزة ولذلك لا يظهر مختار
بالمنطقة كثيرا
فطلب توفيق من مختار / إنه يجب
أن يراه الليلة وإنه سوف ينتظره يمرعليه مساءا فى محل الصاغة ويسهروا مع بعض كعادة زمان
اعتذر مختار لصاحبه وطلب منه أن يجعلها مرة أخرى
لم يكن مختار يعلم فى تلك الليلة أن صاحبه هذا سيكون وش الخير والسعد عليه
ونزل مختار أمام بيته وأكمل
صاحبه فى الترام بعد أن سلم كل
منهم على الاخر
وفى صباح تانى يوم فإذا بتوفيق ينتظر مختارعلى المقهى المقابل
لمنزله
وما إن نزل مختار الشارع حتى لحقه صاحبه
الذى يعمل فى محل الصاغة
ونادى عليه يا مختار .. يا مختار يا مخ
نظر مختار خلفه فوجده صاحبه ..وقف مختار مكانه وسلم على صاحبه
..فقال له توفيق عايزك فى مصلحة يا (مخ) هتأكل من وراها الشهد
قال مختار / خير يا توفيق مصلحة
ايه دى اللى على الصبح
رد توفيق قائلا / انت مسافر
امته
اصل المعلم بتاعى عايزك فى مصلحة
تقضهاله معاك وانت جاى من غزة وليك
الحلاوة
رد مختار/ مسافر يوم السبت الصبح
بس مصلحة ايه اللى هو عايزها من هناك
رد توفيق / لما تقابله هتعرف كل حاجة
بص نتقابل النهاردة بعد صلاة المغرب فى الصاغة هأكون هناك وهيكون المعلم كمان هناك
رد مختار / إن شاء الله وإنصرف مختار وكذلك توفيق مودعا كل منهم صديقه
وقبل المغرب بقليل كان مختار فى
الطريق الى الصاغة وفقا للميعاد مع توفيق
يبحث عن المحل الذي وصفه له صاحبه وما إن
رأه توفيق حتى ذهب عليه مسرعا فرحا ...
وهو ينادى على القهوجي بأن يأتى بإزازاة حاجة
ساقعه بسرعة لصاحبه
بينما صاحب محل الجواهرجي يجلس على مكتبه
بالداخل
فدخل توفيق الى معلمه يخبره بأن
صاحبه مختار أتى وفقا للميعاد
يقوم المعلم أبو عدالة من
كرسيه ليستقبل مختار وهو يدعوه الى مكتبه ويوصى له بأن ياتى له بحاجة يشربها
والمعلم ابو عدالة رجل خمسينى أسمر البشرة يعلو راسه علامة الصلاة ويمسك
دائما بسبحة كبيرة فى يديه وهو ذو صوت
جهور
يدخل القهوجى وهو يحمل فى يده إزازاة الكولا التى طلبها توفيق ويضعها أمام
مختار وينصرف مغادرا
يدخل توفيق المكتب معهم
ويجلسوا الثلاثة معا
فيسرع توفيق بتعريف مختار مرة أخرى الى المعلم ابو عدالة وهو يقول له
مختار ده يا معلم صاحب عمرى وشريك
التختة معايا فى المدرسة واحنا صغيرين وهو دلوقتى
موظف حكومي قد الدنيا شغال موظف
كبير فى البريد المصري وبيسافر غزة كل اسبوع
وثقة وعلى ضمانتى يا معلم وأنا اضمنه برقبتى
مختار فى هذه اللحظة .لا يعلم ما هو مطلوب منه
فينظر المعلم ابو عدالة الى مختار وهو يتفحصه ثم يرحب به قائلا اهلا بيك يا مختار
ثم يقول المعلم ابو عدالة موجها
كلامه الى مختار
بص يا مختار يا ابنى من غير لف ولا
دوران انا عايزك تشتغل معانا وهاديك قد اللى الحكومة بتدهولك 50 مرة
فيرد مختار/ بس انا يا معلم موظف وبسافر كتير ومش حابب اسييب شغلي ومرتبى يدوب سترنى والحمد
لله ..ثم هو فى حد بيدي لواحد شغال
عنده اكتر من الحكومة 50 مرة الا لو
الشغل فى حاجة غلط لموأخذة
فيرد المعلم / ومين قالك إنك هتسيب
شغلك ده هو شغلك ده السبب إنك تشتغل معانا
وأما ان شغلنا فى حاجة غلط فشغلنا حلال
عند ربنا طالما بنطلع الزكاة اللى ربنا امرنا بيها بس الحكومة عايزة تشاركنا في رزقنا باكتر من اللى ربنا حدده
فيرد مختار / ازاى دي بقه يا
معلم
فيرد المعلم /بص يا مختار يا ابنى
انا فى واحد صاحبي هيديك أمانه فى غزة
ودورك أنته أنك تجبهالي وليك 10% من سعرها بما يرضى الله
فيرد مختار / والامانة دى عبارة عن ايه
يا معلم
فيرد المعلم ابو عدالة / دهب خام
يسكت مختار وهو ينظر لصاحبه
ثم يقول مختار / طب وايه المشكلة لو دخلت بطريقة رسمية طالما مش ممنوعات يا معلم
فيرد المعلم ابو عدالة/ الحكومة بتاعتنا هتاخد جمارك عليها اكثر من ثمنها 7 مرات
يتردد مختار قليلا عند سماع ذلك
ويطلب من المعلم وقت للتفكير ويرد
عليه لاحقا
فيسمح له المعلم بذلك مع إخباره إنه
فى إنتظار الرد منه سواء بالقبول أو بالرفض
يأتى يوم السبت مختار يفكر فى عرض المعلم ابو عدالة
ويسافر مختار وفقا لجدول العمل وهو مازال يفكر
فى ذلك العرض
أخذ مختار يراقب الطريق جيدا وهو
يرى التفتيش الدقيق لكل العابرين بإستثناء
أجولة البريد أو كما تقول العربة بأكملها يتم النظر فقط اليها بشكل
روتينى دون لمس الاجولة
ويتشجع مختار لذلك وعند رجوعه الى
الاسكندرية يذهب الى المعلم ابو عدالة ويخبره بالموافقة على العرض
يأتى المعلم ابو عدالة بمصحف ويقسم كل منهم عليه الى الاخر بأن لا يخون أى
منهم الاخر ثم يعطى المعلم عربون من تحت الحساب الى مختار لينزه به على نفسه
يأخذ مختار الاموال ويذهب ويشترى اللحوم والطيور ويدخل بها على امه فتتعجب
أمه من ذلك فظروف مختار كموظف حكومي ليست ميسرة ليشترى لها كل هذه الاصناف
وعندما سأله أبويه عن مصدر الاموال
/أخبرهم أنها مكافأة سفر من الدولة له تشجيعا له
وفى أول سفرية لمختار الى غزة
يتعرف على التاجر الذي سيأخذ منه البضاعه الى الاسكندرية ويأخذ مختار منه
سبيكة الذهب الخام ويضعها داخل الاجولة التى معه
ويمر مختار وهو يرتعش من الخوف أن يعرف
بذلك أحد فيفصل من وظيفته وقد يسجن بسبب ذلك ولذلك لم يخبر أحد بذلك حتى صديقه فى
العمل لا يعلم عن أمره شي
ولكن الطبيعى ان لا احد يشك فيه فهذه
عربية البريد ومن يعمل بها موظفين حكوميين حرصين على اعمالهم المنوط لهم من الدولة
ويصل مختار الى الاسكندرية بسلام دون
تفتيش وكانت الرحلة الاولى بالنسبة لمختار هى اصعب الرحلات له فقد أحس بالخوف لاول
مرة فى حياته
ويسلم مختار البضاعه المهربة الى المعلم ابو عدالة عند وصوله
وفى ذلك الوقت كان مرتب مختار من
البريد لا يتعدى ال12 جنيها وكان الجنيه
الواحد يشترى لك ما يعادل 2 ك لحم بمشتملاتهم من ارز وخضار وقد يتبقى لك شئ من
الجنيه وكان ايجار الشقة المطلة على بحر الانفوشى ذات السقف العالى وذات الغرف
الخمس المتسعة لا يزيد عن 4 جنيهات
يحسب المعلم ابو عدالة شئ فى
دماغه ثم يفتح خزانته ويخرج
ب 1400 ج ويعطيه لمختار ويقول له
هذا نصيبك بما يرضى الله ثم ياخذ المعلم
100 جنيه اخرى ويعطيها لمختار وهو يقول له
ودى منى ليك تجيب بيها حاجة وانت مروح
يذبهل مختار من ذلك الرقم الكبير الذى يعادل عمل 10سنين فى الحكومة فى ذلك
الوقت
فكر مختار قليلا ثم قال للمعلم ابو
عدالة انا هاخد منك ال100 جنيه اللى فوق الوش وعايزك تشغلى باقى المبلغ معاك علشان محدش يشك فيا والحكومة تقولى جبت الفلوس
منين وسين وجيم ومش هنخلص
ومختار وثق فى المعلم ابو عدالة ثقة عمياء من أول لقاء بينهما
يذهب مختار ويشترى خروف من ال100جنيه ويذبحه ويوزعه نصفه على جيرانه الفقراء فى المنطقة الذى لا يدخل اللحم بيوتهم والنصف الاخر لامه
وابيه
ويسأله أبوه عن مصدر الاموال وهو يقول له /اوعى يا مختار يا ابنى تكون بتشتغل فى الهروين
فيرد مختار / متخفش يابا ابنك نظيف
وتتحسن معاملة ابو مختار معه فقد اصبح رجل يعتمد عليه
ويتزوج مختار ويسكن فى بيت منعزلا
عن ابيه ولكن كان يزور أمه بإستمرار فقد كان يحبها كثيرا فهى مصدر الحنان بالنسبة
له
ويرزق مختار بعد ذلك ب4 من
البنات ليس بينهم ولد يحمل اسمه مستقبلا
وذات يوما بعد أن استلم مختار
البضاعة من التاجر الفلسطينى
ووضعها بداخل شنطة سوداء
يفتح مختار أجولة الجوبات التى
استلمها و سوف يعود بها الى مصر ويضع كيس
الذهب بها
ثم ربط تلك الاجولة كما كانت ونام فى الاستراحة المخصصة
لهم بجوار الطرد الراجع الى الاسكندرية فى انتظار الصباح والعودة فى القطار
نام مختار وصديقه معه لا يعلم عن
الامر شئ ولم يوقظ مختار وصاحبه فى تلك
الليلة الا طرقات شديدة على باب الاستراحة
قام مختار وصاحبه مهرولين الى الباب من شدة الطرق
ويفتح مختار الباب /فإذا به ظابط
ومعه عسكري أمام الباب بالزى الرسمى
أسودت الدنيا فى عين مختار فى تلك
اللحظة
وهو يتذكرمصيره المحتوم وإنه سوف يسجن
بعد ان اكتشف أمره وأن السجن هو مأواه الاخير فى هذه الدنيا
قال مختار وهو يرتجف / خير يا فندم
قال الظابط له / مساء الخير احنا جيرانك هنا فى الاستراحة اللى جنبك
ممكن بس العسكرى يدخل يملئ جراكن
المياه دى علشان المياه عندنا مقطوعه من
الصبح
وما إن سمع مختار هذا حتى عادت الابتسامة على وجه وهو يقول طبعا طبعا يا
فندم وهو يعزم على الظابط بالدخول حتى ينتهى العسكرى من ملؤ المياه
ويقول مختار عن تلك اللحظة بعد ذلك
أنها اكثر اللحظات رعب فى حياتى
واخذت العمليات تتوالى بين مختار وبين المعلم ابو عدالة على مدار 20 عام ومختار
لا يأخذ نصيبه بيده ولكن أمواله
كلها مع المعلم ابو عدالة ويأخذ ما يكفيه فقط
والمعلم ابو عدالة يضع ورقة ويكتب
فيها بعد كل عملية ما عليه لمختار بداخل الخزنة حتى إن أتاه الموت يعلم أبناءه ويعطوا لمختار حقه
فهم تجار كبار ومبلغ مثل الذي يطلبه منهم مختار بالنسبة لهم جنيهات
بسيطة وأبناءه يعلمون جيدا طبيعة عمل
ابيهم مع مختار
ومختار وصل رصيده عند المعلم ابو عدالة الى 215 الف جنيه فسنوات عمله معهم امتدت
لثلاثون عام والمبلغ في ذلك الوقت رقم كبير جدا وهو لا يرضى أن يأخذهم قبل خروجه من المعاش خوفا
من المسائلة القانونية
وفى أحد الايام يسمع مختار عن موت المعلم ابو عدالة ويبكى مختار
عليه ويذهب الى العزاء فهو بالنسبة له كان
ابا كريم
ولكن مختار يتذكروهو فى العزاء أمواله التى لدى المعلم ابو عدالة ...ويفكر فى الامر هل يتكلم مع أبناءه الان ولكن الوقت غير مناسب لذلك
هل الابناء سيرودون الامانة التى على ابيهم أم سيقولون لم يخبرنا أبانا بشئ
ويكرر مختار فى نفسه أن لا يتكلم
الان ولكن بعد أسبوع على الاقل من العزاء
ولكن بعد إنتهاء العزاء وكان مختار اخر الموجودين فى سرداق العزاء
يذهب أكبر ابناء المعلم ابو عدالة
الى مختار ويخبره بإن اباهم أخبرهم
بالاموال الخاصة مختار ويقول له مر علينا
غدا لتأخذا أموالك حتى يرتاح ابونا فى
تربته
يفرح مختار ولكن دون أن يبدى أى مظاهر الفرح أمام الابن
وفى الصباح يذهب مختار الى المحل الرئيسى
ويسأل عن الابن الاكبر فيدخل اليه
مكتبه ويخرج الابن الاكبر ورقة بخط ابيه
من الخزنة وهو يقول مختار المبلغ ده اللى الحاج اللى يرحمه كاتب انك عايزه منه
المبلغ ده صحيح ولا فى أى أخطاء
ينظر مختار الى الورقة فيرى بها 260
الف جنيه امانة تخص مختار بتاع البريد
فيقول مختار انا مش بحسب وراء
الحاج الله يرحمه بس ده كده بزيادة اوى
اوى كمان
فيرد الابن الاكبر /يبقى تمام
ويخرج الابن الاكبر من الخزنة الكبيرة المدفونة بداخل الحائط 265 الف جنيه ويسلمها الى حسين وهو يقول ال5 اللى فوق الوش
علشان الحاج الله يرحمه كان بيحبك ومتخفش
اخواتى كلهم راضيين بيها
يتسلم مختار الاموال دون أن يعدهم
فهم من بحثه عنه ليعطوا له الاموال دون أن يطالبهم بشئ فكيف سيشكك فى ذمتهم بعد ذلك
ويأتى له الابن الاكبر بشنطة
ليضعهم بها
أخذ مختار الاموال وأخفاها داخل
البيت فهو سوف يخرج على المعاش بعد 5
سنوات ولو لاحظ أحد اى ثروة حلت به سوف
يخسر وظيفته ومعاشه وقد يسجن
مرت هذه الاعوام الخمس قبل خروجه على المعاش كأنها دهر ولا أحد يعلم أمر الاموال شئ غير زوجته ولا تجرؤا أن تأخذ منهم جنيه واحد فهى تعلم مدى
صارمته
خرج مختار على المعاش ثم صرف ايضا مكافاة المعاش الذي صرفتها الحكومة له
نظير جهده معهم والتى تعادل 95 مرة من أخر
مرتب له ثم أخذ الاموال المكأفاة أموال
التهريب وذهب ووضعها فى حساب بأسم ابنته
فى البنك خوفا من أن يبحث أحد وراه وبعد
مرور 5 سنين اخرى زادت الاموال فى البنك
ثم ذهب مختار الى البنك ونقل الاموال من حساب ابنته الى حسابه خوفا من أن
تتزوج ابنته ويأخذ زوجها الاموال منها دون أعطاء بقية
اخواتها شئ من الميراث وبقيت تلك الاموال
فى البنك لم يلمسها أحد وتزيد الفوائد عليها سنويا
وكان مختار على ثراءه يميل الى الحرص الذي قد يصل الى البخل بل لم
يرضى أن يريح نفسه ويستمتع بما تبقى له من
حياته بالسفر الترفيهى أو الرحلات الدينية
فبحث عن وظيفة بعد خروجه من المعاش حتى راى وظيفة أمن فى أحد المخازن بأجر اسبوعي 80 جنيها
وكان مختار يذهب باكرا الى عمله يوميا دون تاخير فهو اعتاد على ذلك منذ
الوظيفة فى البريد وكان مختار مسئول عن امن المكان فقط ولكنه كان ينتظر اجولة البطاطس الفارغة
والكراتين الفارغة بفارغ الصبر من ذلك
المخزن ويجمعها ثم يبيعها فيتحصل من
بيعها على بعض الجنيهات القليلة بدلا من
ان يأخذها عامل النظافة
وهو لا يفعل ذلك لعوز أو لحاجة ولكنه الحرص الشديد
وكان لا يترك صلاة قط ولا يأخرها
ابدا ومع ذلك بلغ السبعون من عمره ولم يذهب لبيت الله ليعتمر أو يحج وإذا طلب ذكره أحد بذلك كان يقول
أطلع اقابل ربنا ازاى وانا فلوسى كلها جايبها من التهريب ,مينفعش يا جماعه
ربنا مش هيتقبل
فيقول له أحدهم / ناصحا خلاص اطلع
من معاشك ومعاشك كبير وانت كده كده مش بتصرف منه حاجة
فيقول لهم ناهيا للكلام / لسه ربنا
مأذنش
ولم يغضب أنه لم يرزقه الله بولد
ويحمد الله على ذلك ويقول / مين عارف لو
كان ربنا رزقنى بولد مش كان ممكن أخد الفلوس دى كلها
وضيعها على المخدرات والمزاج أما
البنات فكل بنت ليها زوجها يصرف عليها وملهاش حاجة عندى
ثم يستكمل قائلا / وبعدين انا بعمل كل ده لمين مش علشانهم
وكان يفتخر دوما وابدا انه لم يعصى
الله وانه لم يفعل احد الكبائر الذى حرمها الله
على مدار 75 عاما
اترك تعليقا: