-->

حارة قراقيش



لا اعلم سبب تسمية هذه الحارة بذلك الاسم 
ولكن هذه الحارة تقع بالقرب من منطقة رأس التين
واهل رأس التين هم أشرس فى تعاملهم من سكان السيالة مع انهم يقعون داخل منطقة واحدة وهى بحرى
وكذلك نساءهم  فبعض من نساء رأس التين رُفع الحياء منهن البعض منهن أقول
وقد ترى وانت في ذلك المكان بإحدى النساء تتشاجر مع جارة لها فتسمع من افواهن الفاظ يحمر وجه الرجال حياءا عند سماعها
 وربما يزيدوا فى العرض والاثارة  فتمزق  الاقوى منهن للاخرى ملابسها ك يوم ولدتها امها وبذلك تكون هى المنتصرة فى تلك الجولة وربما تستعين فى ذلك ببعض النساء من المنطقة  المختصين فى شئون المعارك النسائية والمشهود لهم بالكفاءة والخبرة ولهم سجل مشرف فى مديريات الامن المختلفة  لمساعدتها فى تنفيذ ما تريد
وأهل راس التين عكس أهل السيالة فهم لا يفضلون الصيد كمهنة ويفضلون عنها الاعمال الحرفية والورش ولو كان أهل السيالة يتخذون من الميناء الشرقى وصيد الاسماك مهنة لهم
 فسكان راس التين يتخذون من الميناء الغربى مهنة لهم ولكن يعملون به  بالصناعات الحرفية  على البواخر التجارية كميكانيكى او بالنجارة او بالسباكة أو أى اعمال حرفية اخرى أو كسائقين
فالميناء الشرقي للصيد والمراكب الصغيرة والميناء الغربي للبواخر العملاقة العابرة للقارات
وفى حارة  قراقيش يوجد زاوية للصلاة تحت احد العمائر تسمى نور الهدى وهذه الزواية تتسع ل70 مصلى تقريبا وتتم فيها شعائر وصلاة يوم الجمعة ايضا  ولكنها لا تتبع وزارة الاوقاف المصرية
فكان يتكفل بهذا المسجد أهل المنطقة من احتياجات وميكروفونات وسجاد له
 أما عن إمامة المصلين فيستطيع أى شخص من الموجودين بالمسجد أى كان عمره او فقه من عدمه ، الاذان والإمامة إذا اراد
فمفتاح المسجد يحمله رجل يسمى  كشكورة .
وكشكورة هو صاحب باترينة شاي بجوار المسجد ويوزع منها  على الورش والمحلات الموجودة بالشارع
وكشكورة رجل قصير القامة ذو شعر ناعم لديه علامة بمطواة خفيفة  فى وجه لم ينل حظه من التعليم نهائيا لم يتزوج فقد قضى  فترة من عمره فى احد السجون ثم تاب الله  عليه وفضل أن يعمل بالحلال  ففتح باكية يبيع فيها الشاي والقهوة للورش المجاورة للشارع
و بحمل كشكورة لمفتاح المسجد كان هذا يسعده جدا فلقد اسئمنه الناس على بيت الله كم كان يقول دائما
وكلما اراد أحد ان يصلى يذهب لكشكورة ليأخذ منه مفتاح المسجد ويصلى ثم يرجعه له مرة أخري 
واغلب من كان يقوم بالامامة بالمصلين هم كبارالسن بالمنطقة او بعض الشباب الجامعى الذين لم ينغمسوا مع شباب النواصى بمعاكسة بنات المنطقة والانحراف فى مستنقع مغيبات العقل
واتت اوقات على هذا المسجد لا يفتح فيه فلا أحد  يذهب الى كشكورة وياخذ المفتاح لتتم شعائر الفريضة في وقتها فيبقى المسجد مغلقا فى بعض أوقات الصلاة
وذات يوم وكشكورة على عربته  التى يعمل عليها  يدخن سيجارته المعتادة
اتت صلاة المغرب ولم يأتى احد ليأخذ المفتاح
وسمع كشكورة صوت اذان اخر من مسجد اخر خلفه فالقى كشكورة سيجارته التى كان يشربها واخرج المفتاح من جيبه وذهب مسرعا الى المسجد  ثم أضاء الانوار  وفتح الميكرفونات واخذ يؤذن للصلاة

الله اكبر الله اكبر  الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الله ... اشهد ان لا اله الله
اشهد ان محمد رسول الله ...اشهد ان محمد رسول الله
حى على الصلاة .حى على الصلاة
حى على الفلاح... حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله

انهى كشكورة الاذان بشكل اقرب للصحيح ولكن بصوت يختلط به رعشة وخوف ورهبة الموقف والتجربة
اما هو فكان  مسرور بذلك  واذا بالمصلين يأتوا  على صوت الاذان
ويقيم كشكورة للاقامة  ويدخل احد المصلين ليؤم المصلين  وبعد انتهاء الصلاة
خرج كشكورة من المسجد فرحا 
وهو يسأل كل  من يلاقاه قائلا  له  ايه رايك انا اللى كنت بأذن المغرب النهاردة
ومن فرحة كشكورة بالاذان نسى انه صلى من دون وضوء أو ربما أنه يعتقد ان السيجارة ليست من مبطلات الوضوء
ومنذ ذلك الوقت فرض كشكورة نفسه على المسجد من تلقاء نفسه  فتلقاه يظبط مواعيد الاذان  ويفتح المسجد قبلها بدقائق  وينتظر خلف الميكروفون حتى يسمع المسجد الاخر يؤذن ليبدا هو ايضا بالاذان وكأنه المؤذن الرسمى للمسجد

وكان كشكورة يزاحم فقط فى الاذان  اما الصلاة فلم يتدخل فى امامتها قط
وفى ذلك الوقت كان هناك احد اصحاب ورش الاحذية بالمنطقة وكان يتكفل ببعض احتياجات المسجد يدعى الحاج احمد   وكان رجلا ضخما  يتدلى كرشه  من امامه  ذو صوت رخيم يشبه للفنان القدير عثمان عبد المنعم
  فرأى ذلك الرجل أن كشكورة يؤذن يوميا
فحسبها  ذلك الرجل فى عقله واستعيبها ...ازاى كشكورة  خريج الليمان ده يؤذن وانا لا
وانا معلم وصاحب ورشة  وبصرف على الجامع ده كمان
فرأي ذلك الرجل ان له نصيب هو الاخر فى الاذان لا يمكن ان يتركه وكأنه ميراث له تركه له والده
ثم قال الحاج احمد  لكشكورة ذات يوم بص بقه علشان نبقي حبايب
  الظهر والعصر بتوعي  والمغرب والعشاء دول بتوعك ..اتفقنا
فرد كشكورة دون تفكير :  اتفقنا يا حاج
ولم يتم توزيع الفجر بينهم  لان كشكورة بيكون ذهب لينام  تاركا  نسخة من المفتاح فى كافيه انترنت  لا يغلق 
اما الحاج احمد  فهو في ذلك الوقت لا يكون فى ورشته وتكون الورشة مغلقة وهو في بيته البعيد عن الحارة
ويرضى كشكورة بتلك القسمة  فهو لا يستطيع ان يرفض فمقدم العرض هو احد اصحاب الورش الذي ينفعه يوميا بالمشاريب له ولعماله
والخاسر الوحيد فى ذلك الوقت هم السكان الذين يضطرون لسماع اصوات اشبه بالصراخ فى الميكروفونات ام الاثنين فكانوا يحسبون إنهم يحسنون صنعا.



شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: