وصف عالم إنجليزي سكان هذا الحي فى القرن الماضي فقال إنهم أرذل إناس على وجه الارض
ولعل الرجل مر بهذا الحي منذ قرن مضي فأصابه ما أصاب كل غريب وعابر سبيل.
فما أن يري الاطفال هذا الغريب حتى يقذفونه بكل ما فى الارض من أحجار وقاذورات ويسبونه بأقذر ما ينطق به اللسان من العبارات المهينة.
وطفل الانفوشي يظل طفلا إلى ان يبلغ العشرين من العمر وكلما كبر إزداد إتساعا فى الشر والاذي
والصغار والكبار على السواء يشبهون هنود أمريكا فى وجوهم التى أحرقتها الشمس وشعورهم البيضاء ونفورهم من كل غريب
وعلى ساحل الانفوشي فالمباني جميلة تشبه القصور .وذلك بالقياس بمساكن الصيادين والسماكين وتملكها كرام العائلات القديمة مثل عائلة المسيرى والعوامرى والصحن وأبو شجرة وكلا يوسف
ولكن أبناء الصيادين والسماكين لا يقيمون وزنا لهؤلاء الناس ويشتمون أبناءهم وهم فى طريقهم الى المدرسة
_آه يا بتاع المدرسة يا .......
بل يعتبرون الانفوشي كله ملكا لهم وأنهم أعيانه وحماته من المغيرين
بل يعتبرون الانفوشي كله ملكا لهم وأنهم أعيانه وحماته من المغيرين
وكانوا يجلسون على أعتاب هذا البيوت متراصين ولا يتحرك أحدهم للداخل والخارج ولو كان صاحب البيت إلا بعد رجاء واستعطاف
وبالانفوشي زاوية للصلاة اسمها زاوية خطاب .ومن خلفها فى الأزقة زاوية خطابية ،كلتاهما عامرتان بالكهول من أصحاب الزوارق والشباك الذين يؤثرون رضى الله على سخطه والذين يخافون ان تصيبهم نكبات البحر بما ارتكبوا من معاصي البر غير أن الانفوشي هو الانفوشي
كان أحد هؤلاء يصغي الى الدرس الذي يلقيه الشيخ بين صلاة المغرب والعشاء ،
فقال الشيخ فيما يقول:
- والصابون نجس عند السادة الشافعية،ويجب إزالته عند الغسل والتطهر منه.
فقال الريس:
الشافعية دول مش حاجة ....طيب ده الصابون زيت طيب وباتيسطة،
الشافعية دول مش حاجة ....طيب ده الصابون زيت طيب وباتيسطة،
منين ييجي نجس.
لا سيبك من الشافعية ،وقولنا حاجة تانية
من حواديت بيرم التونسي
نشرت فى الجمهورية 20 يوليو 1957
من حواديت بيرم التونسي
نشرت فى الجمهورية 20 يوليو 1957
اترك تعليقا: